دبي: نادية سلطان
أكدت ندوة بعنوان «تجنيد الأطفال عند الجماعات المسلحة»، نظمها مركز المسبار للدراسات والبحوث بدبي، أمس، على ضرورة تجريم الدول لهذا السلوك التجنيدي، والعمل على الاهتمام بهؤلاء الأطفال مجدداً، وتحريم تجنيدهم ضمن الفرق، أو الجماعات المسلحة، والنأي بهم عن طريق الخطر، من خلال برامج يتم تصميمها بعناية، لإخضاع الطفل المجنّد إلى تقييم نفسي، واجتماعي، وسلوكي مستقل، على يد فرق مختصة بالطب النفسي للأطفال والقاصرين، إضافة إلى إنشاء شبكات ودور رعاية خاصة تمولها الحكومة، أو الجهات الدولية المعنية للاهتمام بهؤلاء الأطفال ورعايتهم.
وقال المشاركون في الندوة إن هؤلاء الأطفال هم قنابل موقوتة، وعمليات احتضانهم وإعادتهم للمجتمعات أسوياء بعد تأهيلهم، أمر مهم للغاية، وعدم تركهم منبوذين في المجتمعات التي عانت، وتعاني من تلك الجماعات. وأشاروا إلى انه في حال كانت الأسر هي السبب وراء انضمام هؤلاء الأطفال للجماعات المسلحة، فلابد أن يتم إبعادهم عن تلك الأسر، وضمهم لأسر بديلة، أو إلى مراكز تأهيل على أعلى مستوى، تقوم بتأهيلهم وفق المعايير الدولية، وتعليمهم دراسياً، أو مهنيا، مع توفير كل المتطلبات المعيشية لهم.
وتم خلال الندوة التي حضرها منصور النقيدان المدير العام للمركز، ومجموعة من الإعلاميين، استعراض تجربة الموصل، وتجنيد الأطفال العراقيين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك تجربة أب خطف ابنه وهو في عمر 12 عاماً ودخل للتنظيم الإرهابي في الرقة السورية.
واستعرضت الندوة ثلاث أوراق عمل لكل من الدكتورة هالة ثابت من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة زايد، حيث قدمت ورقة عمل بعنوان «الطفل المجند، هل يشكل خطراً في المستقبل؟»، فيما ألقت د. رندا شليطا، المحللة النفسية والمتخصصة بالعنف الأسري، ورقة حملت عنوان «الانعكاسات النفسية على الأطفال المجندين: التأهيل النفسي والمتابعة»، بينما تحدثت الباحثة في مركز المسبار للدراسات والبحوث رشا العقيدي عن «مصير الأطفال المجندين في «داعش» بعد تحرير الموصل»، و أدار الندوة إبراهيم أمين نمر، الباحث وعضو هيئة التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث، ومنسق كتاب «تجنيد الأطفال: داعش – الحوثيون- بوكو حرام»، الكتاب الثامن والعشرون بعد المئة، الصادر عن المركز في أغسطس 2017.
وتحدثت الدكتور هالة ثابت عن المستوى الاجتماعي، والدور الحاسم الذي تلعبه الأسرة في إعادة الإدماج، مشيرة إلى أنه في بعض حالات الأطفال، الذين انضموا لتلك الجماعات المسلحة، كانت الأسرة سبباً في الظاهرة، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال هم قنابل موقوتة سوف تمتد لسنوات، إن لم تتم إعادة هؤلاء الأطفال إلى حالتهم السوية السابقة.
وأكدت رشا العقيدي أنّ ظاهرة تجنيد الأطفال لم تبدأ مع سيطرة «داعش» على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا، وأشارت إلى أن العراقيل التي تواجه الحكومة العراقية والحكومة المحلية في نينوى، ومنظمات المجتمع المدني في موضوع إعادة تأهيل الأطفال المجندين في: رفض اجتماعي واسع لإعادة احتضانهم، وفقدان المهارات، ونقص الكادر والدعم المالي، والوضع السياسي والداخلي العراقي الهش.
وقالت رندا شليطا انه بعد أن استفاق الغرب من صدمة ما آلت إليه حال الأطفال في عالم الإرهاب، قام بعض الأفراد والمؤسسات الخاصة والرسمية، مدعومة بدراسات حول موضوع الإرهاب، باستخلاص أنّ هنالك ضرورة للتّوعية قبل الوقوع في فخّ تجنيد الأطفال عن طريق وسائل التّواصل الاجتماعيّ، أو عن طريق معاشرة أصحاب تلك الأفكار، أو كذلك عن طريق الخطب التّحريضيّة التي تدعو إلى التّقوقع في عوالم الظّلام.
وقال منصور النقيدي إن الاحتواء الاجتماعي للأطفال وعدم نبذهم من محيطهم الاجتماعي يعيد أكثر من 90 % منهم أسوياء، مستشهداً ببعض الحالات التي عاصرها بنفسه في موطنه.