يستعرض هذا الإيجاز اليومي، منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وتأثيرها على طموحات إيران الإقليمية، وتقييم تعامل المفكرين والساسة الغربيين مع أخبارها.
- بإلهام من الشباب: 2030 في السعودية.. والاحتجاجات في إيران!
كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، مقالا في “نيويورك تايمز”، اعتبر فيه أن قوى التغيير في المنطقة تحاول دفن تداعيات عام 1979.
يطرح فريدمان تساؤلاً حول ما إذا كانت الاحتجاجات الأخيرة في إيران التي طالت هرم السلطة الديني، جنباً إلى جنب مع الإصلاحات الأخيرة في السعودية، ستؤديان إلى إنهاء التطرف الذي غرق فيه العالم الإسلامي منذ عام 1979. مُشيراً إلى تصدير الثورة الإسلامية إلى العالم، عن طريق المساجد والمدارس. ويُضيف: إن إيران الثائرة والمملكة العربية السعودية الإصلاحية لديهما اليوم شيء جديد مشترك. فالأغلبية من سكانهما تقل أعمارهم عن (30) عاماً، ويرتبط الشباب من خلال الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية، ولديهم الرغبة في دفن ثورة 1979 وكل ما جلبته.
خلافاً لإيران أيضاً، التي يبلغ عمر مرشدها الأعلى (78) سنة، فإن المملكة العربية السعودية قدمت وليًا للعهد يبلغ من العمر (32) عاماً، وهو الأمير محمد بن سلمان، يحمل تطلعات الشباب السعودي فيما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية، ويقود خطوات جريئة متعددة في هذا الصدد.
كما أشار فريدمان إلى أنَّ التغيير في المجتمع السعودي كانت حركته من الأعلى إلى الأسفل، وفي الوقت نفسه هناك تحرك من الأسفل إلى الأعلى. إلا أن التغيير في إيران جاء من الأسفل وقُمع في الأعلى.
ويختتم فريدمان المقال مؤكدا أن العودة إلى الإسلام المعتدل، أي ما قبل 1979 هدية يمكن أن يقدمها الشباب السعودي والإيراني للمسلمين، والعالم أجمع.
- أقوى سلاح للمظاهرات… اللاعنف
كتبت ماريا ستيفان التي تعمل في توجيه برنامج العمل اللاعنفي في “المعهد الأمريكي للسلام”، في صحيفة “واشنطن بوست”، كتبت أنه تبعاً للتجارب التاريخية، يؤدي استخدام العنف ضد المتظاهرين إلى الحد من مشاركة النساء والمسنين والجماعات المهمشة، وغيرها من الفئات المعرضة للخطر. مضيفة أنه ليس من المستغرب أن تستخدم الحكومات عملاء محرضين، للتسلل إلى الحركات اللاعنفية، وذلك لإثارة عنف المعارضة، لأن ذلك يسمح لهم برد فعل عنيف وقوي.
وتؤكد الكاتبة أنَّ الانضباط اللاعنفي لا يعزز المشاركة فقط. بل يُشجع تحولات الولاء ويُعزز الانشقاقات داخل الوحدات التي تدعم النظام، ولا سيما قوات الأمن. وذكَّرت الكاتبة بالاحتجاجات التي وقعت عام 2009، خلال ما يسمى بالحركة الخضراء، مُشيرة إلى وجود فجوة اجتماعية كبيرة بين المتظاهرين الأكثر ثراء وقوات الأمن.
ستيفان اعتبرت أنه كلما ازدادت المشاركة في المقاومة اللاعنفية، قلّت احتمالية أن تقوم قوات الأمن بإطلاق النار على أصدقائهم وأقربائهم. وتنهي الكاتبة بافتراضها أن الناس بحاجة إلى أن يكون لديهم الأمل والثقة بأن المقاومة اللاعنفية تقود إلى مكان ما، وعولت بذلك على أهمية التوعية.
- لماذا غضب المتظاهرون من روحاني؟
في مجلة “فورن أفيرز”، كتب أليكس فاتانكا، أنّ الإعلام الغربي ركّز بشكل غير متكافئ على القضايا الاجتماعية والسياسية، باعتبارها الدافع الرئيس لغضب المواطنين، والغضب من روحاني بسبب وعوده الكبيرة التي قدمها للشعب ولم يحققها. وهذا الادّعاء –برأيه- يشكل حقيقة جزئية، ولكنه يهمل الحقيقة الأكبر، وهي أنّ الغضب من روحاني هو بسبب وقوفه بلا حيلة أمام سلطة آية الله خامنئي، ممّا وسع من حجم الفجوة بين الإيرانيين الاعتياديين والنخبة التي تدعي تمثيلهم.
- كيف تساعد إسرائيل خامنئي بالتصريحات؟
يوسي كوهين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، يرى أن “إسرائيل لديها أعين وآذان، وأكثر من ذلك في إيران”. وفي حديثه خلال مؤتمر حول الاحتجاجات الإيرانية، يُشير كوهين إلى أن الرئيس حسن روحاني، لم يفعل الكثير لتحسين الوضع الاقتصادي للشعب. مضيفا “هذا الواقع يدفع الناس للخروج إلى الشوارع”، مستدركا أنه “يجب أن نخفف من التوقعات”، مضيفا “أود أن أرى ثورة، ولكن المتظاهرين يواجهون قوى معارضة، وفي الوقت نفسه، نرى أن إيران تنفق أكثر وأكثر على الأمن لتحقق طموحاتها ولتنشر نفوذها في الشرق الأوسط”.
كوهين أوضح أن هناك تغييرات جذرية حصلت منذ بداية فترة الرئيس دونالد ترمب، حول فهم الولايات المتحدة الأمريكية للوضع في الشرق الأوسط، والتي تمخض عنها مرحلة جديدة في تقوية العلاقات “الإسرائيلية- الأمريكية”. مؤكدا: “إننا نرى تغيراً جيداً قد يأخذ المصالح الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار بشكل أكبر، وخلال تركيزنا على ذلك، ممكن أن يُساعد هذا في تغيير اتجاه التأثير الإيراني”.
- وفاة متظاهر تثير القلق حول مصير المعتقلين
غولناز إسفندياري، ترى أن وفاة متظاهر يبلغ من العمر (22) عاماً في سجن إيفين، المثير للجدل، أمر ينشر مخاوف من قيام السلطات بالمزيد من التعذيب بحق من تعتقلهم من المتظاهرين. وعلى الرغم من أنّ التقارير الرسمية أفادت بإقدام سينا علي أكبر، على الانتحار شنقاً في السجن، فإنّ هناك شكاً أنّه توفي بسبب التعذيب. الأمر الذي قد يغذي موجة جديدة من الغضب.
- الحفاظ على الاتفاقية النووية
يسود نسق بين الباحثين لترويج الاتفاقية النووية، على أنها ضمان للحريات في إيران.
وضمن هذه الحملة الترويجية، تؤكد الباحثة سوزان مالوني على ما تراه “أهمية المحافظة على الاتفاقية النووية”، إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب فعلاً بمساعدة المتظاهرين، قبل أن تضيف حكمها القاطع بسرعة. معتبرة أنه “سيكون الخطأ الفادح الآن التراجع عن الاتفاقية النووية، لأنّ ذلك سيحّول الأنظار والاهتمام من المطالب المشروعة للمتظاهرين الشجعان، الذين يريدون معالجة العلل في حكومتهم إلى خيانة الولايات المتحدة”. معتقدة أن ذلك يعطي إلى جانب ذلك مصداقية لخطاب التيار المتشدد الذي كان يعارض الاتفاقية.
- خلاصة
تفسير الأحداث وأسبابها، لا يزال ميداناً يقبل النظريات. واعتبر البعض أن شريحة الشباب تثور على جيل 1979 وأفكاره المتطرفة، وهي ظاهرة تعم المنطقة، ولا تتعلق بإيران وحدها، والأنظمة الذكية قررت القيادة، أما الأخرى فقررت الاصطدام بالشعب كما يجري في طهران. كما أن الانقسام بين الباحثين والكتاب الداعمين للاتفاقية النووية من جهة، وبين من يدعو إلى ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة.
وقد أدى مقتل أحد المتظاهرين داخل السجن؛ إلى قيادة حملة تذكّر بالانتهاكات التي تجري داخل هذه المنشآت، وقد اختبرها كثيرون عام 2009. وتنوعت الآراء التي تحاول إنقاذ الاتفاقية النووية. ويدعي بعض الكتاب الأوروبيين أن إلغاء الاتفاقية قد يزيد من القمع، ويحول الثوار والمحتجين إلى خونة.