يستعرض هذا الإيجاز اليومي منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وتقييم تعامل المفكرين والساسة الغربيين مع أخبارها.
- كيف يعيش النصف الآخر من الإيرانيين؟
يشير د. شهرام خسروي، أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة “ستوكهولم”، إلى وجود حياة طبقة لا يُستهان بها في المجتمع الإيراني، حيث يسلط الضوء على الطبقة العاملة وطبقة المزارعين، وكيف تعاني هذه الطبقة على شتى الصعد.
يذكر الكاتب أن الإيرانيين يصنفون كل عام على أنهم فقراء، حيث يعيش أكثر مما نسبته (40%) تحت خط الفقر. مشيراً إلى أن عدد الفقراء الذين يعيشون في أحياء فقيرة، قد زاد )17) مرة منذ عام 1979. وأشارت المقالة إلى إحصاءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإيرانية، بخصوص أن حوالي (11) مليون إيراني، أي ما يشكل حوالي (50%) من قوة العمل، يعملون في وظائف غير نظامية. ويُستبعد ما بين (10-13) مليون إيراني تماماً من التأمين الصحي.
يتطرق خسروي أيضاً إلى موضوع آخر لا يقل سوءاً عن سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الإيرانيون، مشيراً إلى التلوث الشديد في المدن، الأمر الذي يزيد المشاكل الصحية على الناس.
- ما حدث هو ثورة وطنية… حاولت الإشاعات اعتقالها
يعتقد الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب، أمير تحيري، أن الاحتجاجات الأخيرة عبرت عن ثورة وطنية حقيقية، قد جاءت نتيجة سياسات النظام الحالي الذي استولى على دولة مزدهرة وحولها إلى دولة فقيرة. معتبراً أن إيران شهدت ثورة وطنية سياسية نتيجة الاستياء من الوضع الراهن.
- إطلاق سراح المعتقلين… الحرية المنقوصة
في مجلة “تايم”، كتب أمير فاهدات، عن إطلاق سراح مئات المعتقلين، إذ قال مسؤولون إيرانيون: إنّ مئات الناس اعتقلوا خلال المظاهرات كما اعترف المسؤولون بمقتل (25) شخصاً على الأقل في المظاهرات.
ويوضح المسؤولون أنّ المظاهرات شهدت تراجعاً في الأيام الأخيرة، بينما تؤكد القوات الأمنية تمكنها من إعادة فرض السيطرة والنظام. وقال المدعي العام في طهران عباس جعفر دولاتابدي: إن (440) من “المشاغبين” تمّ تسريحهم في طهران وحدها، بينما صرحّت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية بأنّ (55) شخصاً فقط هم الآن قيد الاعتقال في العاصمة. ولكن العدد الحقيقي للمعتقلين حتى الآن غير واضح، خاصة في المناطق الأخرى التي شهدت اندلاع أعمال عنف.
في سياق متصل لفت توماس إردبرينك في مقالته بـ”نيويورك تايمز” إلى تصريح السلطات القضائية الإيرانية يوم الأحد حول نتائج الاحتجاجات، التي تُشير إلى أن (25) شخصاً قد لقوا مصرعهم وتم القبض على حوالي (4) آلاف شخص. وذكرت أيضاً أنه تم الإفراج عن المئات منهم (500) شخص في طهران. إلا أنه أشار إلى أن اثنين من المحتجزين الذين تم احتجازهم خلال الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، قتلوا أنفسهم داخل السجن.
- رفع الحظر عن تطبيق تلغرام
وكالة “دويتش فيله”، نشرت تقريراً عن قيام السلطات الإيرانية برفع الحظر الذي فرضته على تطبيق تلغرام في الهواتف الذكية، والذي كان قد طالب به المتشددون لغرض الحد من تجمّعات المتظاهرين، ويقال: إنّ للرئيس روحاني دوراً في إعادة إطلاق البرنامج.
- هل كان تأييد ترمب للاحتجاجات في إيران مؤثراً؟
نشر مركز “كارنيغي” لسياسة الشرق الأوسط، مطالعة لعدد من الخبراء حول “هل كان تعبير الرئيس دونالد ترمب عن تأييده للاحتجاجات في إيران مؤثراً؟”. حيث يشير مايكل دوران إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، بمن في ذلك الرئيس ونائبه، أعربت عن تأييدها للمتظاهرين الإيرانيين، لافتاً إلى أنها كانت على حق في ذلك. مُبرراً أن “النظام الإيراني سيتهم المحتجين في الواقع بأنهم عملاء لأمريكا بغض النظر عما سيقوله ترمب”.
أما بلايك هونشيل، رئيس تحرير صحيفة “بولتكيو”، فيعتقد أن هنالك “ميلاً إلى المبالغة في تقدير تأثير ما نقول ونفعل”، إلا أنه يُضيف: “علينا دائماً أن نفعل ما في وسعنا لمساعدة الإيرانيين على إيصال صوتهم، وإدانة مضطهديهم (…) ولكن مع التواضع بشأن ما يمكن للدعم الخارجي تحقيقه في النهاية”.
ويلفت بورزو دراغاي، وهو مراسل دولي لموقع “بازفيد نيوز”، إلى أن تاريخ إيران مليء بالصراعات، التي كانت تنشأ بين أطراف عديدة. كما يُطارد إيران إرث التدخلات الخارجية. ومن هنا يتساءل الكاتب حول إن كان على الولايات المتحدة أن تدعم الاحتجاجات الإيرانية، مشيراً إلى أنها مسألة غاية في التعقيد.
- الازدواجية في تفسير الاحتجاجات ما بين المطالب المشروعة والدعم خارجي لها
يعتقد لاداني ناصيري في مادة نشرها موقع “blomberg” أن الاحتجاجات في إيران قد جاءت هذه المرة مختلفة، فقد أدركت القيادة الإيرانية بأطيافها، مشروعية مطالب المحتجين. ويرى ناصيري أن عدم انتشار الاضطرابات في طهران بشكل واسع وعدم انضمام الطبقة المتوسطة المؤثرة إلى الاحتجاجات، قد جعلا الاحتجاجات تشكل تهديداً أقل. كما يعتقد أن القادة قد تعلموا دروساً من الربيع العربي والحرب السورية، حيث أدت الاضطرابات إلى تدخلات معقدة. مما أسهم في قيام السلطات بضبط الأمور تجنباً للوقوع في مثل هذه المنزلقات. ويلفت إلى أن الاحتجاجات هذا العام كانت بلا قيادة، وكانت مطالب المحتجين متنوعة جداً، مشيراً إلى أنها تنوعت ما بين الدعوة إلى خفض أسعار البيض إلى تغيير النظام.
الخلاصة
يبدو أنّ الإعلام الغربي قد اقتنع بأنّ المظاهرات في إيران قد انتهت فعلياً، حيث تغيب لليوم الثالث عن التغطية المعمقة، كما لم تذكر مراكز الأبحاث الكثير عن إيران خارج موضوع الاتفاقية النووية، والتي تشغل القنوات الإعلامية والمراكز. حيث تم البدء بتقييم تأثير “التغريدات” على الاحتجاجات، بصيغة الماضي.