نشرت لوموند (Le Monde) الفرنسية على موقعها الإلكتروني تقريراً حمل عنوان: “في الصين.. الإسلام تحت سيطرة بكين” (En Chine, l’islam sous la coupe de Pékin) (راجع التقرير على الرابط المختصر التالي: http://cutt.us/kCtP9) في عددها الصادر يوم السبت 20 يناير (كانون الثاني) 2018، تحدثت فيه عن الجماعات والطوائف المسلمة في الصين التي تعود إلى أصول مختلفة تركية وفارسية وعربية. وأشار التقرير الذي أعدته فرانسيسكا فاتوري (Francesca Fattori) وأوجيني دوماس (Eugénie Dumas) إلى أن “الإسلام إلى جانب البوذية والطاوية والكاثوليكية والبروتستانتية يعد من بين جماعات قومية دينية خمس”.
ويفيد التقرير –الذي أُرفق برسم بياني- بأن عدد المسلمين وفق تعداد 2010 بلغ (23) مليون مسلم موزعين على عشر قوميات: الويغور، الطاجيك، القازاق، القرغيز، الأوزبك، التتار، هوي، سالار، دونغشيانغ، وباوآن. وتعد قومية “هوي” و”الويغور” الجماعتين الرئيستين.
وفي الرسم البياني معلومات عن المسلمين في الصين من ناحية: وجودهم التاريخي والجغرافي، انتشار المساجد، الجمعيات المسلمة وغيرها من المعطيات، مع التركيز على قوميتين: الويغور و”هوي”.
يواجه بعض المسلمين الويغور في الصين قيوداً على ممارسة شعائرهم وعاداتهم، وقد ذكر موقع “دويتشه فيله” (Deutsche Welle) أن السلطات حظرت في مقاطعة صينية ذات أغلبية مسلمة في شمال غرب الصين، على التلاميذ ارتياد المساجد خلال عطلة الشتاء. وذكرت صحيفة غلوبال تايمز –كما أفاد الموقع- “أن القرار ورد في مذكرة أرسلت إلى جميع الثانويات والمدارس الابتدائية وروضات الأطفال في مقاطعة غوانغهي بإقليم غانسو. وجاء في المذكرة: “يتعين على المدارس أن تطلب من الطلاب عدم الدخول إلى مراكز دينية للقيام بنشاطات أو ارتياد مدارس تعليم الدين، أو مراكز دينية لتلاوة النصوص الدينية خلال عطلة الشتاء (…) وعلى المدارس من المستويات والتصنيفات كافة أن تعمل أكثر على تقوية الأنشطة الأيديولوجية والسياسية، وتعزيز العمل الدعائي من أجل إبلاغ كل تلميذ وولي أمر”. (راجع الرابط المختصر التالي: http://cutt.us/HDsJH).
نشر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتابه الشهري تحت عنوان “الإسلام والمسلمون في الصين” (الكتاب الخامس بعد المئة، سبتمبر/ أيلول 2015) (راجع تقديم الكتاب على الرابط المختصر التالي: http://cutt.us/82djP ) شارك فيه باحثون متخصصون في الشؤون الصينية، وقد تضمن الكتاب معلومات وحقائق وافية عن الوجود التاريخي والمعاصر للمسلمين، وتفاعلهم مع محيطهم وقضاياهم الحيوية والمشاكل التي يعاني بعضهم منها في علاقته مع السلطة السياسية، وتحديداً قومية “الويغور”.
من الدراسات التي احتواها الكتاب دراسة “طوائف المسلمين في الصين: الوجود والاختلاف” للباحث المصري أسامة عبدالسلام محمد منصور، تناول فيها تاريخ المسلمين في الصين وتوزعهم القومي. وتلفت الدراسة –التي ننشرها على موقع المركز- إلى أن المسلمين الصينيين عمومهم من أهل السنة، بالإضافة إلى نسبة قليلة من الشيعة يسكنون في منطقة شنجيانج. ومنذ وصول الإسلام إلى الصين أقام المسلمون في أماكن خاصة بهم كانت تعرف باسم (فانغ فنغ) أي «محلة الأجانب»، وأحيانًا سمّاها الصينيون «سوق الأجانب»، وكان لكل محلة شيخ ينتخب من قبل المسلمين، ويتولى أمورهم، وينظر في أمور التجار المسلمين طبقًا لأحكام الحكومة المحلية”.
والجدير بالذكر أنه “لم يرد ذكر طوائف للمسلمين إلا مع عهد أسرة «يوان»، حيث ذكر الرحالة العربي ابن بطوطة، خلال زيارته لمدن الصين الساحلية، أنه رأى هناك جماعة من المتصوفة فيقول: «وكان بها من المشايخ الفضلاء: برهان الدين الكازروني، وله زاوية خارج البلد، وإليه يرفع التجار النذور، ينذرونها للشيخ أبي إسحاق الكازروني”.