تشير دراسة الباحث الكويتي يوسف علي المطيري- يهود الكويت: وجودهم أحوالهم وهجرتهم (1860 – 1952)، نشرت ضمن كتاب المسبار الشهري الثالث والتسعين لشهر سبتمبر (أيلول) عام 2014، والذي حمل عنوان: “التنوع العرقي والمذهبي في الخليج بين الواقع والتوظيف”- إلى أن غالبية اليهود الذين استقروا في الكويت تاريخياً ليسوا من أصول كويتية، بل جاؤوا إليها بسبب ظروف دفعتهم للهجرة تحديداً من العراق وبلاد فارس، فيما كان الطموح للحصول على فرص اقتصادية وتجارية أفضل دافعاً لدى البعض الآخر كالعمل في الشركات النفطية.
كما لم يستقر اليهود بشكل دائم في الكويت، بل كانت إقامتهم محكومة بظروف مختلفة في موطن استقرارهم الأصلي، ثم يعودون عند انتفاء هذه الظروف، وربما يكون هذا هو سبب الغموض في تحديد بداية استقرار اليهود في الكويت وأعدادهم، لكن فترة الحرب العالمية الأولى كانت أكثر فترة شهدت وجود اليهود في الكويت.
اشتهر اليهود في الكويت ببعض أنواع التجارة والحرف مثل تجارة الأقمشة والمعاملات المالية، بل احتكروا بعضها مثل صناعة المشروبات الكحولية، وفي المقابل كان هناك أنشطة اقتصادية مهمة لم يمارسوها أو يشاركوا فيها، مثل مهنة الغوص على اللؤلؤ، وصيد الأسماك، والنقل التجاري البحري.
احتفظ اليهود في الكويت بعلاقات جيدة بالسلطتين المحلية والأجنبية (بريطانيا)، وعلى الرغم من طول إقامتهم وعلاقاتهم الجيدة بالسلطة المحلية وتأثرهم بالسكان المحليين وحمل بعضهم لقب الكويتي، فإنه لم ينظر لهم في أي فترة من الفترات كمواطنين كويتيين حتى قبل ظهور قانون الجنسية الكويتي العام 1959، بل اعتبروا من رعايا بريطانيا كونهم لا ينتمون إلى السكان المحليين وهو ما أكدته اتفاقية 1925.
من الجدير ذكره أن ظهور الصراع العربي – الإسرائيلي لم يكن له ذلك التأثير الكبير على اليهود في الكويت، ولم يهدد وجودهم واستقرارهم؛ لكون غالبيتهم هاجروا من الكويت قبل هذه الفترة.
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه
يوسف علي المطيري
أكاديمي وباحث كويتي.