نظم مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان، ومركز “هداية” لمكافحة التطرّف العنيف، مؤتمرا في البرلمان الأوروبي، يوم الخميس الماضي حول “الأزمة الدبلوماسية الخليجية.. مكافحة تمويل الإرهاب”، مناقشا تمويل قطر للإرهاب وأثر ذلك على صورة الإسلام، وعلى واقع المسلمين في أوروبا وخارجها.
صورة الإسلام التي اختطفتها المجموعات الإرهابية، تضرر منها الكثير من المسلمين المقيمين في أوروبا، والذين يحملون جنسيات غربية، والتي كان لها تأثير سيّئ على ممارستهم للعبادات، وتأقلمهم مع المجتمع الأوروبي.
ويأتي المؤتمر الذي احتضنته عاصمة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأسباب التي ساهمت في جعل الحركات الإرهابية في حالة نشطة حول العالم، والتي كان منها وقوف بعض الأنظمة الدول لدعمها وذلك لتنفيذ أجندات سياسية، إذ تضطلع قطر بدور فاعل في هذه العملية، ومن الأمثلة على دعم الدوحة سياسيا وماليا للحركات الأصولية، تلقي قيادات في “القاعدة” دعما من مانحين قطريين أو مقيمين في قطر، وذلك بالإضافة إلى تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” الناشط في اليمن والسعودية، وحركة الشباب في الصومال، و”القاعدة” في شبه القارة الهندية، فضلا عن “القاعدة” في العراق والتي أصبحت “داعش”.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل استطال ليشمل دعم قطر وتمويلها “الجماعات الإرهابية” التي تقاتل في سوريا والعراق واليمن، عن طريق شخصيات مدعومة من النظام القطري، أمثال : خليفة محمد تركي السبيعي، عبدالله غانم الخوار، سليم حسن خليفة راشد الكواري، عبدالرحمن بن عمير النعيمي، عبدالعزيز بن خليفة العطية.
العمل على الدعم “اللين” هو أحد أساليب النظام في الدوحة، ويتمثل ذلك في دعمهم لجماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، والتي تتغلغل بشكل كبير في المجتمعات الأوروبية، عبر سيطرتها على المساجد والمراكز الدينية، لبث مخططاتها وتنفيذ أجندتها المتطرفة، بين أفراد المجتمع المسلم في أوروبا.
من هنا كان ضروريا للحفاظ على سلامة ومدنية المجتمعات في أوروبا، وتطوير الخطاب الديني والثقافي للمسلمين هناك، أن تكون هنالك مراقبة حكومية وأمنية للمراكز الدينية في أوروبا، وعدم إتاحة الفرصة للشخصيات والمنظمات المتطرفة، لبث رسائلها وتنفيذ أجندتها عبر منابر المساجد والمراكز الدينية. وفي الوقت ذاته من المفيد جدا بث الرسائل التي تحث على التسامح وتقبل الآخر من خلال المنابر الدينية في المساجد الأوروبية.
المؤتمر يهدف أيضا لتبيان كيف تسعى الدوحة ومعها جماعة “الإخوان” لاستغلال ورقة حقوق الإنسان التي تمثل قيمة حقوقية مهمة في المجتمعات الأوروبية، حيث يتم استغلال هذه الورقة من أجل زيادة نفوذهم من جهة، ومهاجمة الحكومات التي تقف في وجه مشروعهم المتستر بهذه الشعارات البراقة من جهة أخرى.
يذكر بأن المؤتمر تضمن محاور حول: تضرر مسلمي أوروبا من الصورة السلبية عن الإسلام، ودور قطر في دعم الإرهابيين، خصوصاً «تنظيم الإخوان»، وخطط «الإخوان» في أوروبا من بوابة السيطرة على المساجد، وخطورة التطرف الديني في تشويه الإسلام.