(دراسة نشرت في كتاب المسبار 99 “منصات الميديا الجديدة والعنف المقدس”، مارس آذار- 2015)
تاريخياً كانت أساليب الحرب النفسية تستخدم للتأثير في معنويات الخصم أو العدو. بل إن الرسول (ص) لجأ إليها في فتح مكة وفي غزوات كحنين، وكان أحياناً يأمر جنوده ألا يطاردوا فلول جيش العدو حتى يصلوا لأقرانهم وغيرهم من القبائل ويصفوا ما لقوه على أيدي المسلمين، فينال ذلك من عزيمة من يخططون لمواجهة المسلمين. وتعد الشائعات أحد أشهر تلك الأساليب. وفي الحملات الصليبية وفي معرض التعبئة النفسية لإشراك أكبر حشد من المقاتلين، أطلق قادة تلك الحملات شائعات أقرب للأساطير عن ثروات الشرق. كما تناولت عديد الدراسات الدور الذي قام به الإعلام النازي في جذب أصوات الألمان تأييداً لهتلر.
عند الحديث عن الانتفاضات العربية ومسبباتها يثار النقاش عن الدور الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي. وساد ما يشبه الاتفاق بأن تلك الشبكات كانت ذات تأثير واضح في تعبئة قطاعات من المتظاهرين، إلا أن الخلاف كان حول حدود ذلك الدور. وعلى الرغم من انتماء شبكات التواصل الاجتماعي لما عرف بالإعلام الجديد، فإنه بمقدورها القيام بالعديد من وظائف الإعلام التقليدي. بل وزادت عنه بإتاحتها الفرصة لما اصطلح عليه بـ«المواطن الصحفي». فلم يعد الفرد العادي مجرد متلقٍ للخبر ولكنه أصبح منتجاً له، وهنا تكمن الخطورة، فمع غياب آليات الرقابة تصبح تلك الشبكات مصدراً خصباً للشائعات. كما أثبتت الأحداث أن بعض الجماعات المتطرفة استغلتها لكسب المؤيدين وتجنيدهم أو نشر الأخبار عن عملياتها العسكرية وأساليب معاقبة معارضيها، مثل ما فعلته داعش ببث مقاطع مصورة لقطع رؤوس الرهائن، في رسالة تحذيرية لدول الضحايا وأقرانهم من الصحفيين وغيرهم بأن انتقامها سيكون قاسياً.
تسعى الدراسة للإجابة عن التساؤلات التالية:
كيف استخدمت الشائعات تاريخياً كأحد أساليب الحرب النفسية؟
كيف استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام في الوطن العربي؟
لماذا شكَّل استخدام داعش لتلك الشبكات نقلةً نوعيةً في أساليب التجنيد والحشد؟
كيف تعاملت الدول مع مخاطر الإرهاب الإلكتروني الذي استخدمته داعش؟
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه
الدراسة