الكتاب رقم 102 يونيو 2015
المقدمة: تيارات إسلامية عدة توجد في الساحة التونسية، خصوصا بعد رحيل الرئيس زين العابدين بن علي عن الحكم، إثر التظاهرات التي خرجت مطالبة إياه بالتنحي. هذه التيارات وجدت متنفسا للانتقال من العمل السري إلى النشاط العلني، ولذا باتت أكثر وضوحا وتحركا وسعيا لاستقطاب الجماهير. مستفيدة في ذلك من حال الانفلات الأمني، كما الجو السياسي العام الذي منح فرصة أكبر للتعبير عن الرأي.
إلا أنه وسط هذا المناخ الجديد، ظهرت حركات إسلاموية راديكالية، تتبنى خطابا يرفض الديموقراطية، ولا يؤمن بالتعددية، ويتبنى مقولات إقصائية. الأمر الذي أدى لمواجهات مسلحة مع قوات الأمن، وحدوث عدد من التفجيرات والعمليات الإرهابية، فضلا عن مدهم للمناطق المضطربة خارج الحدود بالشباب التونسي المقاتل.
هذه الورقة تبحث “أنصار الشريعة”، الفصيل الراديكالي الذي أحدث تأثيرا واضحا في المشهد السياسي والأمني التونسي.