تنتشر البهائية اليوم في أرجاء العالم، فهناك ما يزيد على الخمسة ملايين بهائي في العالم، يقيمون في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً، وهم يمثلون أصولاً دينية مختلفة، وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة[2].
والبهائيون جماعة حديثة ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر، يوجدون في مناطق متفرقة من العراق. وقد استقر كثير منهم في السنوات الأخيرة في كردستان العراق، بسبب الاستقرار الأمني والاجتماعي هناك. وإن ارتباط البهائيين بكردستان يعود إلى زمن وجود «بهاء الله» فيها، وفي السليمانية تحديداً، وخصوصاً مع أقطاب المدارس الصوفية فيها. أما في الوقت الحاضر فالبهائيون موجودون في ثلاث محافظات في الإقليم: السليمانية وأربيل ودهوك. وقد تم التثبيت في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بكتاب رسمي أن البهائية يبلغ عددهم حوالى مئة عائلة في الإقليم، وأن العدد الأكبر منهم موجودون في السليمانية، بسبب القيمة المعنوية لهذه المدينة بالنسبة للبهائيين، نظراً لقضاء «بهاء الله» سنتين من عمره فيها.
مرت البهائية بمراحل عدة لحين اكتمالها كديانة واضحة المعالم. كانت بدايتها على يد الباب الذي بشر بظهور الديانة البهائية. ففي بداية القرن التاسع عشر انتشرت في العالم الاسلامي موجة من التوقعات بظهور «صاحب الزمان»، وبأن عصراً روحياً جديداً سيبدأ تحقيقاً للنبوءات التي جاءت في بعض المذاهب والعقائد الإسلامية ومنها الشيخية.
وبالرغم من صلتها النشوئية هذه بالإسلام، فإن البهائية اكتسبت فيما بعد بُعداً غامضاً في الثقافة الشعبية، إلى جانب العداء الذي واجهته من المؤسسات الدينية الرسمية الأخرى، فضلاً عن تقييدها بتشريعات قانونية دولتية حدّت من انتشارها، بل وعاقبت في حالات عديدة من يؤيدها ويتبعها. وهو الأمر الذي جعلها في حالة انسحاب وتخفٍّ ومناورة، في مسعى للاحتفاظ بوجودها العقائدي حتى لو كان في أضيق نطاق سري ممكن.
ولأن الملابسات العقائدية والتاريخية التي أحاطت بهذه الديانة لا تزال تخضع لتأويلات متباينة غير متفق عليها لدى الباحثين والعامة في آن معاً، فإن الدراسة الحالية، مستعينة بالمنهج الوصفي التأريخي، ستسعى إلى الإحاطة بالأبعاد العقائدية والروحية والاجتماعية لهذه الديانة، سواءً في نشوئها أو ديمومتها، وطبيعة صلتها بالبيئة العراقية عموماً والكردستانية خصوصاً على المستويين المجتمعي والدولتي، ونوع التحديات والمعوقات التي واجهتها منذ نشوئها حتى اليوم، سعياً لتقويم وضعها الحالي وما قد يتصل به من معطيات مستقبلية.
وسيتم تقسيم هذا الهدف الرئيس إلى أربعة أهداف فرعية، يجري تحقيقها تباعاً في طيات الدراسة:
كيف ومتى نشأت البهائية؟ وما جذورها العقائدية والروحية؟ وكيف تطورت عن البابية؟ وما أبرز تعاليمها وأنساقها القيمية وتنظيماتها الإدارية؟ وما رؤيتها للبشر والدنيا وعوالم ما وراء الطبيعة؟ وما صلتها ببقية الأديان المحيطة بها؟
ما الوظيفة والدور الاجتماعيان للبهائية؟ وما مدى انتشارها؟ وما مساهمتها في السلم المجتمعي؟
ما أبرز التحديات والمعوقات السياسية والاجتماعية والقانونية التي واجهتها البهائية في العراق؟ وإلى أي حد نجحت في الاندماج في البنية الثقافية المحلية؟
ما طبيعة الوضع القانوني والاجتماعي للبهائيين في كردستان العراق اليوم؟ والمؤشرات التي يمكن الاستدلال عليها بشأن مستقبل البهائية هناك؟
البهائية: النشأة والبنية العقائدية
البابية
تأسست البابية على يد علي محمد رضا الشيرازي الذي ولد سنة 1819 في إيران، وسافر إلى النجف وكربلاء حيث تتلمذ على أستاذه كاظم الرشتي صاحب الطريقة الشيخية، ثم عاد إلى إيران، وبعد وفاة أستاذه أعلن نفسه أنه «الباب» إلى الإمام المنتظر ظهوره، وكان ذلك في 23 مايو (أيار) 1844 [3].
وكان حسين بشروئي أول من آمن بـ«الباب»، ومن بعده (17) شخصاً آخرين، من بينهم فاطمة زرين تاج أو قرة العين أو «الطاهرة» (هو اللقب الذي أطلقه عليها بهاء الله ). وهكذا التف حوله بالبداية (18) شخصاً سماهم «الحي»، لأن الحاء والياء بحساب الحروف الأبجدية جمعها يساوي (18)، وهو العدد المطلوب حسب النبوءة. ثم التحق بهم وآمن بالدعوة شاب يدعى ميرزا حسين علي نوري المازندراني من أهالي طهران، وكان له الدور البالغ والكبير في تطوير دعوة الباب، ولقب بـ«بهاء الله» والديانة البهائية تنتسب له. أما أسماء المؤمنين بالدعوة البابية الثماني عشر الذين يشكلون حروف الحي فهي كالآتي (حسب أسبقيتهم في الإيمان بالدعوة):
الملا حسين بشروئي، أول من آمن بالباب، ولقب بـ(باب الباب) ثم محمد حسن بشروئي، محمد باقر بشروئي، الملا علي البسطامي، الملا خدابخش قجاني، الملا حسن الباجستاني، السيد حسين اليزدي –كاتب الباب، الملا محمد روضة خان اليزدي، سعيد الهندي، الملا محمود الخوئي، الملا جليل الأورومي، الملا أحمد أبدال الماراقي، الملا باقر التبريزي، الملا يوسف الأردبيلي، الملا هادي القزويني، الملا محمد علي القزويني، فاطمة زرين تاج أم سلمى المعروفة بالطاهرة والملا محمد علي البارفروشي المعروف بالقدّوس[4].
لدى الباب كتاب البيان، ودعا إلى إصلاح الدين الإسلامي على أساس التفسير الروحي لا الحرفي للدين، لكن دعوته هذه تعقدت واتخذت اتجاهات أخرى. فقد أثارت تعاليمه ثائرة رجال الدين الذين شكوه إلى ولاة الأمر في إيران، وشعر هؤلاء بتهديد الحركة البابية للأمن في البلاد، فقامت السلطات بالقبض على الباب وأتباعه سنة 1847 وأودع السجن، وكانت إيران محكومة آنذاك من قبل الأسرة القاجارية[5].
مؤتمر بدشت
أثناء وجود الباب في السجن قام «بهاء الله» الذي كان على اتصال بـ«الباب» عن طريق المراسلة المستمرة، بتنظيم مؤتمر للبابية في صحراء بدشت الإيرانية سنة 1848، والإشراف عليه بصورة غير مباشرة. وقد قام اثنان من أتباع الباب وهما القدوس والطاهرة بالمساعدة بتنظيم المؤتمر وتطبيق برنامجه الذي كان يهدف إلى توضيح تعاليم شريعة الباب والفصل الكامل بين البابية والإسلام. ولعبت الطاهرة دوراً رئيساً في تحقيق هذا الهدف، إذ كانت الراعية والداعية إلى هذا الدين.
ويعد هذا المؤتمر من أهم الوقائع في التاريخ البابي، إذ أدت أحداثه إلى إيضاح الفرق بين الديانة البابية والإسلام. ولقد ظهرت الطاهرة في المؤتمر من دون حجاب على رأسها، وألقت بياناً بليغاً على الحاضرين من الرجال بطلاقة وحماسة. وعلى الرغم من أنها كانت معروفة بالعلم والذكاء وحسن السيرة والسلوك، فإن سلوكها هذا عُدَّ في ذلك الوقت خروجاً على العادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية، وأدى إلى اضطراب في نفوس بعض الحاضرين الذين تركوا المؤتمر بهلع وفزع لقيامها بما رأوا فيه خرقاً لما كان متعارفاً عليه. ولقد دفعهم ما قامت به الطاهرة إلى إدراك الاختلاف الجذري بين البابية والإسلام في السلوك والعبادات[6].
الاضطهاد
تعرض أتباع الباب إلى أنواع شتى من الاضطهاد، وفي السنوات الست الأولى من نشر البابية قتل أكثر من عشرين ألفًا في إيران، إما بعد إلقاء القبض عليهم وتعذيبهم حسب أوامر الحكومة ورجال الدين، أو بعد معارك وحصارات دامت لمدة أشهر في بعض الأحيان. واشتدت هذه الاضطهادات عندما تم الإعلان عن دعوة الباب في المساجد والأماكن العامّة، ولقد تزامنت هذه الأحداث مع أزمات سياسيّة. وفي 1850 أُعدم الباب رمياً بالرصاص أمام العامة.
وبعدها بسنة جرت محاولة لاغتيال الشاه خلال سير موكبه في إحدى الطرقات العامّة. واتّخذت هذه المحاولة ذريعةً لأسوأ المذابح التي تعرّض لها البابيّون؛ إذ أدت إلى مقتل واعتقال عدد كبير من أتباع الباب في كلّ أنحاء إيران. شملت هذه الاعتقالات ميرزا حسين علي نوري (بهاء الله) مؤسس الدين البهائي فيما بعد، فتم حبسه، ومصادرة جميع أمواله.
ظهور الديانة البهائية
بعد اعتقال ميرزا حسين علي نوري الملقب بـ«بهاء الله» وإيداعه سجن «سياه جال» لمدة أربعة أشهر بتهمة محاولة اغتيال الشاه، تم الإفراج عنه سنة 1852، وصدر أمر بنفيه إلى العراق الذي كان تابعاً آنذاك للحكومة العثمانيّة، حيث استقر في بغداد. وبعد حصول خلافات بينه وبين أخيه قرر «بهاء الله» الذهاب إلى جبل «سركلو» في مدينة السليمانية في جبال كردستان العراق للاعتكاف والتعبد والصلاة والصيام. وساء حال البابيين بغياب «بهاء الله» الذي لم يعد إلى بغداد إلا بعد سنتين، بعد أن أثمرت جهود البابيين بالبحث عنه وإيجاده وإلحاحهم عليه بالعودة لقيادة أتباع الباب ولم شملهم. فأزال أسباب الخلاف بينهم وبعث الحماس فيهم بعد أن أصابهم الخوف والاضطراب. وبقي «بهاء الله» في بغداد، وفي الوقت ذاته كان الكثير من البابيين يلجؤون إلى هذه المدينة، وبدأت أعدادهم تتزايد، حتى إن السائح الألماني بيترمان الذي زار بغداد سنة 1854 قد لاحظ أن عددهم بلغ خمسة آلاف[7].
سنة 1863 أصدرت الحكومة العثمانية أمرها بنقل «بهاء الله» من بغداد إلى إسطنبول، فأعلن دعوته «البهائية» في «حديقة الرضوان» ببغداد، ثم توجه هو وأتباعه إلى إسطنبول واستقر بها مدة، ثم نفي إلى فلسطين[8]. فقد كان العراق مركزاً للديانية البهائية مدة عشر سنوات من 1853 إلى 1863، وهي المدة التي قضاها «بهاء الله» منفياً في البلاد، لكن طوال هذه المدة لم تعلن البهائية عن نفسها بهذا الاسم، بل كانت دعوة سرية تحت غطاء الدعوة التي مهدت لظهورها وهي البابية[9].
المبادئ الرئيسة في الديانة البهائية
تتميز الديانة البهائية عن الديانات الأخرى بمجموعة خصائص، منها أنها ديانة حديثة، وأسلوبها معاصر في الطرح، إذ يتضح ذلك من خلال تعاليمها الرئيسة التي تتلخص في ثلاثة مبادئ أساسية هي:
1- وحدة الألوهية. 2- وحدة الجنس البشري. 3- وحدة أصل الأديان.
وحدة الألوهية
البهائية تؤمن بإله واحد، وهذا يعني أن الكون وجميع المخلوقات وما فيه من قوى قد خلقها خالق متعالٍ، وهو فوق قدرة الإنسان والطبيعة. وقد يكون لدينا مفاهيم مختلفة عن الله وطبيعته، وقد نصلي له بلغات مختلفة وندعوه بأسماء متنوعة مثل الله، يهوه، الرب، براهما؛ ولكننا في جميع الأحوال نتحدث عن الوجود المقدس المنيع نفسه[10].
وحدة الجنس البشري
يقصد بها أن أفراد الجنس البشري هم من أصل مميز واحد، ومن وحدة عضوية متكاملة. وأن الإنسان «أشرف المخلوقات» وأرقى شكل من أشكال الحياة، لأنه الوحيد من بين المخلوقات الذي يستطيع أن يدرك وجود الخالق ويتصل به روحياً[11].
كما أن وحدة الجنس البشري تعني أيضاً أن لجميع البشر مواهب وقدرات إلهية معطاة، وأن الاختلافات الجسمانية مثل لون الإنسان وتركيبة شعره هي أمور ثانوية وليس لها علاقة بامتياز أو أفضلية أية مجموعة عرقية على أخرى، وبأن الجنس البشري مكون من أصل واحد، ولكن التعصب والجهل وحب السلطة والغرور كانت السبب في منع الكثير من الناس من معرفة وقبول وحدانية هذا الأصل[12].
تحدث شوقي أفندي حفيد «بهاء الله» حول مبدأ وحدة الجنس البشري قائلاً:
«إن مبدأ وحدة الجنس البشري، وهو المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم «بهاء الله»، ليس مجرد إحساس متدفق أو تعبير مبهم أو أمل زائف، إنه مبدأ لا ينطبق على الأفراد فحسب، بل يتعلق أساساً بطبيعة العلاقات الرئيسة التي يجب أن تربط بين دول العالم والأمم بوصفهم أعضاء في عائلة إنسانية واحدة (…) وإنه يتطلب تغييراً عضوياً في هيكل المجتمع الحاضر على نحو لم يشهد العالم مثله من قبل (…) إنه يدعو إلى بناء العالم المتحضر برمته ونزع سلاحه (…) إنه يمثل قمة التطور الإنساني الذي بدأ بداياته الأولى بحياة العائلة ثم تطور حينما حقق اتحاد القبيلة الذي أدى إلى تأسيس الحكومة المدنية، ثم توسع ليؤسس حكومات وطنية مستقلة ذات سيادة»[13].
وبذلك فإن تحقيق مبدأ وحدة الجنس البشري يتطلب وعياً لدى الأفراد بهذا الأمر، كما يتطلب العمل على تأسيس وحدة الشعوب، ومن ثم الحكومة العالمية لغرض الوصول إلى الهدف الأسمى وهو الحضارة العالمية[14].
وحدة الأديان
يقصد بوحدة الدين أن هناك ديناً واحداً وهو دين الله، وهو ينمو ويتطور باستمرار، وكل نظام ديني يعتبر مرحلة من مراحل ذلك التطور الكامل، وإن الدين البهائي يمثل المرحلة المعاصرة من مراحل تطور دين الله. وبذلك فإن مبدأ وحدة الدين يعني أن مؤسسي الأديان وهم الأنبياء والمرسلون العظام جاؤوا من جانب إله واحد، وأن الأنظمة الدينية التي أقاموها ما هي إلا جزء من خطة سماوية تديرها القوة الإلهية[15].
وإن مبدأ وحدة الأديان من منظور الدين البهائي يختلف عن المفاهيم التقليدية، فهو يرى أن الاختلافات الموجودة في الرسالات السماوية يرجع سببها إلى تغير حاجات ومتطلبات الزمن الذي ظهر فيه ذلك الدين الجديد وليس لوجود نقص فيه. كما يشير «بهاء الله» إلى أن إدخال البدع، والتلاعب بالألفاظ، ونسبة الكثير من الأفكار الدخيلة للدين، يؤثر على الشكل النهائي له. وقد لخص شوقي أفندي نظرة «بهاء الله» للدين في الكلمات التالية:
«إن الحقيقة الدينية ليست مطلقة وإنما نسبية، وإن الرسالة السماوية هي عملية مستمرة وفي تقدّم، وإن جميع الأديان العظيمة في العالم سماوية في الأصل، وإن مبادئها الأساسية متماثلة ومتطابقة تماماً، وإن أهدافها ومقاصدها متشابهة، كما أن تعاليمها تعكس حقيقة واحدة، وإن وظائف هذه الأديان مكملة لبعضها البعض، وإن اختلافها الوحيد يكمن في الأحكام والحدود الفرعية، وإن مهامهم هي التكامل الروحي للمجتمع الإنساني خلال مراحل متعاقبة»[16].
مفاهيم ومعتقدات الدين البهائي
الكتاب المقدس عند البهائيين هو «كتاب أقدس». فهو يعد دستور النظام العالمي في الديانة البهائية، وفيه الأحكام الأساسية للحياة الروحانية وعضوية الجامعة البهائية. وإن الأحكام والقوانين التي أتى بها «بهاء الله» تتعلق بشؤون مجموعة كبيرة من الأفراد والجماعات، من ضمنها الصلاة والصوم والزواج والطلاق والميراث والتعليم، ودفن الميت وكتابة الوصية وصيد الحيوانات والعلاقات الجنسية والاهتمام بالجسم، وكل ما يتعلق بالعمل ثم العادات الخاصة بتناول الطعام. كما أن من واجب الإنسان العمل على التطبيق العملي للوصايا الإلهية في الحياة اليومية، والتحلي بالعفة والطهارة والأخلاق الحميدة. ويعد العمل لغرض خدمة الآخرين والمجتمع نوعاً من العبادة في حد ذاته[17].
أحكام وحدود من كتاب أقدس
الدعاء والمناجاة: من أهم الأحكام التي أتى بها «بهاء الله» للانضباط الفردي، هو الدعاء والمناجاة اليومية، فهو ينبوع الحياة الروحية للبهائيين. أما الرهبنة والدروشة والاعتصام في الصوامع والاعتزال عن الناس فلا يجوز عند البهائيين.
الصلاة: هناك ثلاثة أنواع للصلاة اليومية، وللفرد كامل الحرية في اختيار أي منها، والصلاة فردية، له الحرية في مكان إقامتها، ولا توجد صلاة جماعية إلا في حالة دفن الميت.
تحريم الكحول وتعاطي المخدرات: ذلك أنه يؤدي إلى إيذاء الجسم وإضعاف القدرات العقلية للإنسان ويعيق نموه الروحي.
الصيام: الصيام محدد بتسعة عشر يوماً في كل سنة لكل فرد بالغ، من شروق الشمس حتى غروبها، ويقع الصيام في شهر العلاء حسب التقويم البهائي، وهو من بداية مارس (آذار) حتى (20) منه، إذ يعقبها مباشرة عيد النوروز في 21 مارس (آذار) وهو عيد فطر للبهائيين، كذلك هو بداية السنة البهائية الجديدة حسب التقويم البهائي.
– تحريم الغيبة: وهي واحدة من الأحكام والمبادئ الاجتماعية التي تدعو إلى عدم انتقاد واغتياب الآخرين، ذلك لأنه أمر يضر بالصحة الروحية إلى أبعد الحدود.
منع المشاركة في الشؤون السياسية والحزبية: لغرض تحقيق مبدأ وحدة الجنس البشري منعت الديانة البهائية تدخل أفرادها في الشؤون السياسية والحزبية بأي شكل من الأشكال، لأن السياسة، والتي من خصائصها مناصرة جهة ومعاداة جهة أخرى، لا يمكن لها أن توجد حلولاً للمشاكل ذات الصفة العالمية في أساسها. لكن ذلك لايمنع البهائي من المشاركة في الاجتماعات العامة، وخاصة تلك التي تبحث قضايا اجتماعية وأخلاقية بحتة[18].
بيوت العبادة للبهائيين
تدعى بيوت العبادة في الديانة البهائية بـ«مشارق الأذكار»، وعددها حالياً سبعة، في كل قارة توجد واحدة منها، وتستقطب ملايين الزائرين كل سنة، فاتحة أبوابها لمن يرغب في التعبد من مختلف الأديان والطوائف[19].
أهم الأعياد والمناسبات البهائية
عيد نوروز: رأس السنة البهائية 21 مارس (آذار).
عيد الرضوان: يحتفل البهائيون بهذا العيد على مدى (12) يوماً (من 21 أبريل/ نيسان ولغاية 2 مايو/ أيار)، تمجيداً لذكرى إعلان «بهاء الله» دعوته في حديقة الرضوان ببغداد 1863.
عيد بعثة حضرة الباب: 23 مايو (أيار) 1844.
مولد «الباب»: 9 يوليو (تموز) 1819.
مولد «بهاء الله»: 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 1817.
كان البيت الذي سكنه «بهاء الله» في بغداد في جانب الكرخ يعد مزاراً للبهائيين، ولكن تم هدمه سنة 2013. أما حديقة الرضوان التي قام بإعلان الدعوة فيها فيقال: إن موقعها كان في موقع مدينة الطب حالياً في بغداد على ضفاف نهر دجلة[20].
تستهدف تعاليم البهائية إجراء تغيير جذري في المجتمع، أي تغييره حسب زعمها من وضعه الحالي ذي الهيكلية الهرمية إلى مجتمع يسود فيه التساوي بين الجميع، إذ تؤمن بوحدة العالم الإنساني، وتتحرك في الوقت نفسه بموجب القيم الروحية. فقد وضعت هذه الديانة كياناً وأسلوباً لنظامها بطريقة تؤدي إلى تحويل هذه الرؤيا إلى حقيقة بمرور الوقت، إذ تؤمن بأن القيم والتوجهات والتصرفات والممارسات والسلوكيات هي الأساس المحرك للمجتمع البهائي، وهي تشكل الأساس لرؤية الدين بالنسبة لمجتمع عالمي شامل وفاعل.
لذلك تم بناء هيكلية ونظام خاص وطريقة عمل لمجتمع البهائية تعتمد على الأسس الآتية:
مساواة القوة والسلطة: لا يُعطَى لأي فرد مركز يخوله ممارسة القوة والسلطة على الآخرين، بل تكون سلطة ومسؤولية رئاسة وإدارة شؤون المجتمع البهائي بكاملها في يد الهيئات المنتخبة.
المشورة: تؤخذ جميع القرارات بواسطة التشاور، وهو أسلوب يمارسه كل من الأفراد في المجتمع البهائي والهيئات المنتخبة، فهو المفتاح لفهم طريقة المجتمع البهائي.
دين بلا رجال دين: ليس للدين البهائي رجال دين، ولا لاهوتيون لهم رواتب، إضافة إلى ذلك لا سلطة للأفراد في المجتمع البهائي حتى أولئك الذين يتم انتخابهم لعضوية مؤسسات بهائية، أو يتم تعيينهم كمستشارين، فهم لا يمتلكون أي قوة أو سلطة كأفراد، ولا يتميزون بأي نوع من الملابس الخاصة.
المجتمع البهائي ذو سمة عرفانية: يعبّر عن ذلك هيكل نظامه الإداري، لذلك فإن طريقة عمل المجتمع البهائي مصممة بشكل يساعد الفرد على نموه الروحاني.
العهد والميثاق: وهي اتفاقية أو ميثاق وعقد ملزم فيما بين الله والإنسانية، إذ يتعهد الله بأن يستمر في إرسال الهداية إلى الإنسانية، بينما على الإنسانية من ناحيتها أن تتعهد بأن تطيع وتعمل بموجب هذه التعاليم عندما تأتي[21].
إن هوية البهائي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعهد والميثاق لأنه الوسيلة إلى وحدة الدين البهائي، وأن يكون الإنسان بهائياً يعني التوجه إلى بيت العدل الأعظم على أنه مصدر السلطة العليا في الدين البهائي[22].
يسمي البهائيون أسلوب الحكم عندهم بـ«النظام الإداري» أو «الإدارة البهائية». وقد وضع «بهاء الله» الخطوط العريضة لهذا النظام في «الكتاب الأقدس» وفي كتبه الأخرى. وقد طورها ونفذها ابنه «عبد البهاء» وحفيده «شوقي أفندي». فالنظام الإداري هو جزء لا يتجزأ من الدين البهائي ولا يمكن فصله عن المبادئ والتعاليم الروحانية النقية. ويؤمن البهائيون بأنّ نظامهم الإداري بمثابة جنين ونظام اجتماعي جديد مقدّر له أن يحقق وحدة الجنس البشري ونشر السلام والعدل الرفاهية. وهدف الإدارة البهائية هو دعم التبليغ والعمل على تبليغ الدين، وهي ليست غاية بحد ذاتها: «إن هذا الدين هو دين أنزله الله للإنسانية جمعاء، وقد أعد لمنفعة الجنس البشري بكامله، والسبيل الوحيد إلى ذلك هو إصلاح وإعادة تأسيس حياة المجتمع البشري والعمل على إعادة تنمية وإحياء الفرد. إن الإدارة البهائية ما هي إلا الطرح الأول لما ستصبح عليه الحياة الاجتماعية في المستقبل، بما فيها حدود وأحكام حياة المجتمع»[23].
يجب التمييز في الدين البهائي بين النظام الإداري البهائي والنظام العالمي المستقبلي الذي رسم «بهاء الله» صورته المستقبلية. فالبهائيون يؤمنون بأن تعاليم دينهم هي الممهد لظهور حكومة عالمية تحقق وحدة الجنس البشري وتخلق حضارة عالمية موحدة، فذلك النظام العالمي لم يولد بعد، بل هو الهدف الذي تسعى إليه الجامعة البهائية. وقد بدأت العمل لتحقيق هذا المشروع الإنساني من خلال تأسيس المؤسسات الرئيسة للإدارة البهائية، وهي جزء مكمل للجامعة البهائية. وهذا ما بينه شوقي أفندي من خلال شرحه لنظرة «بهاء الله» حول النظام العالمي للمستقبل بالقول:
«إنَّ وحدة البشر كما رسمها «بهاء الله» تعني تأسيس حكومة عالمية تتّحد فيها اتحادًا ثابتًا وثيقًا كافة الأمم والمذاهب والأجناس والطبقات، وتكون الحقوق الذاتية للحكومات المكونة لأعضائها مكفولة تمامًا، والحرية الشخصية لممثلي هذه الحكومة العالمية وتوقيعاتهم تكون محترمة نافذة»[24].
مؤسسة دينية صرفة بوصفها المؤسسة التشريعية الرئيسة الوحيدة للدين البهائي. تدير شؤون الجامعة البهائية في شتى أنحاء العالم. وقد أجريت أول انتخابات له في مؤتمر عالمي عقد سنة 1963.
يتكون بيت العدل من تسعة أفراد بالغين ينتخبون بصفة دورية بواسطة جميع الأفراد البالغين في الجامعة البهائية. وتتأسس بيوت العدل على ثلاثة مستويات: المستوى الأول: محلي ونطاق إدارته طبقًا لتنظيمات البلديات أو المحافظات. والمستوى الثاني: يكون على مستوى مركزي. والمستوى الثالث: عالمي. إنَّ القوانين التي يسّنها ويصدرها بيت العدل الأعظم لها سلطة وصلاحية النصوص المباركة نفسها في الدين البهائي. والفرق الوحيد هو أنَّ بيت العدل الأعظم له الحق في إلغاء ونسخ وتعديل القوانين التي يصدرها نظرًا لتطور ونمو الجامعة البهائية ومستجدات الحياة، أما الحدود والأحكام المذكورة صراحة في الآثار المباركة، فليس لبيت العدل الأعظم صلاحية تعديلها أو تغييرها[25].
الأبعاد الاجتماعية للديانة البهائية ودورها في السلم المجتمعي
طبقاً للنصوص البهائية، فإن جوانب الحياة البهائية، الروحانية والاجتماعية، مندمجة ومرتبطة مع التحول الذاتي في حياة الفرد الذي هو في حالة نمو، حيث تنعكس صفاته الروحانية على حياته الاجتماعية وعلى تعامله مع الغير. يتوقع البهائيون تحولاً في المجتمع العالمي بمرور الزمن، وهذا يحدث نتيجة لما يتعلمه الفرد من مجموعة القيم والسلوكيات والمواقف في البيت وفي نطاق العمل وفي مجالات أخرى، وكلها تسهم في تعزيز فكرة السلام. ومن أهم القيم التي يؤكدها البهائيون نبذ التعصب، سواء كان جنسياً أو عنصرياً أو سياسياً أو عرقياً أو مذهبياً، فهو شر يقوّض أركان الحقّ ويفسد المعرفة، ويزيد سيطرة قوى الجهل. ولولا هذا التعصب لما عرف الناس كثيرًا من الحروب والاضطهادات والانقسامات[26].
والمجتمع البهائي يشكل محوراً لنشاطات متنوعة تؤثر في كل جانب من جوانب الحياة. إذ توجد أربعة نشاطات محورية لتنمية الموارد البشرية وبناء المجتمع، هي: معاهد التدريب، وصفوف للأطفال، ودروس للشباب الناشئ، وجلسات الدعاء[27].
تشير المصادر البهائية إلى أن لدى البهائيين شعوراً قوياً بواجب خدمة الغير، ويعدّون ذلك خدمة للإنسانية، وبنهاية المطاف خدمة لله، لذلك يربى الأطفال على امتلاك روح الخدمة، وغالباً ما تتخذ العائلات والمجتمعات البهائية على عاتقها تقديم الخدمات بشكل منتظم. والمجتمع البهائي طوّر «سنة الخدمة» حيث يمكن للبهائيين وخاصة الشباب تكريس بعض أوقاتهم بشكل رسمي لمشاريع الخدمة مثل العمل كموظفين، وتعليم الأطفال، والمساعدة في بيوت الأيتام والمتقاعدين، وتقديم خدمات إدارية للمجتمعات البهائية، وتعليم القراءة والكتابة، وإحياء برامج المعهد التدريبي. كما أن المرأة تأخذ حيزاً مهماً من اهتمام المجتمع البهائي، لأنهم يدركون أن الإنسانية لن تحقق إنجازات خارقة ولن تحلق في مضمار التطور الحقيقي ما لم تنعم المرأة بنفس مستوى الرجل وبنفس مجالات النشاط[28].
لذلك يسعى البهائيون لتشجيع النساء البهائيات أن يقمن بدور ناشط في مجالات القيادة، وتحمل المسؤولية، من خلال التدريب، وممارسة أدوار في المؤسسات البهائية، وتوفير الإمكانات لخلق برامج توعوية تشمل المستويات كافة فيما يخص الصحة والتعليم والمجتمع.
البهائيون في العراق والتحديات
حينما نفي «بهاء الله» إلى العراق بأمر من شاه إيران سنة 1853، كان العراق آنذاك جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، أصبح للبهائيين وجود في العراق، فـ «بهاء الله» مكث حوالى عشر سنوات فيها، انتقل خلالها إلى السليمانية، وتحديداً إلى منطقة «سركلو» إذ قضى فيها نحو سنتين، ومن ثم عاد إلى بغداد وأعلن دعوته، ونفي بعدها إلى إسطنبول ومن ثم إلى عكا.
لقيت الجماعة البهائية الكثير من الاضطهاد أيام الحكم العثماني وبضغط من إيران، واستمر الحال كذلك لحين سقوط الإمبراطورية العثمانية، حينها جاء الاعتراف القانوني بالطوائف غير المسلمة عبر بيان المحاكم رقم (6) لسنة 1917، وعلى وفق المواد (13)، (16)، (17) من البيان، والذي تضمن أن تكون الأحوال الشخصية لكل طائفة معهودة إلى جماعة ممن ينتسبون إلى تلك الطائفة[29].
كان البهائيون منذ تأسيس الدولة العراقية يشكلون جزءاً من البنية الدينية للمعتقدات المعترف بها رسمياً. فالدليل الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية العراقية لسنة 1936 يذكرهم كأحد المكونات الاجتماعية في العراق فضلاً عن ممثلي الديانات الأخرى. وفي إحصاء سنة 1957 ذكرت ثلاث ديانات رئيسة هي: الإسلام، والمسيحية، واليهودية. وأدرجت ثلاث عقائد دينية هي الصابئة، والإيزيدية، والبهائية[30].
فالبهائيون قد تمكنوا من الإعلان عن هويتهم بشكل رسمي في العهد الملكي، إذ تأسست الجامعة البهائية العراقية سنة 1931، وتأسس أول محفل مركزي للبهائيين سنة 1936 في محلة السعدون، كذلك شيدوا لأنفسم مقبرة في منطقة بغداد الجديدة سنة 1952 عرفت بـ«الروضة الأبدية»[31].
كان البهائيون يمثلون جزءاً من النسيج الاجتماعي العراقي، ويتمتعون بكل حقوقهم كأقلية دينية من حيث ممارسة نشاطاتهم الدينية والاجتماعية من خلال المحافل البهائية وغيرها. وقد بدأ تضييق الخناق عليهم تدريجياً بعد سقوط الملكية في العراق. ولكن مع استيلاء البعثيين على السلطة سنة 1963، تغيرت بعض القوانين الخاصة بالأقليات، ومنها إلغاء العقود المسجلة لمحافل البهائية. وفي أبريل (نيسان) 1965 صدر أمر بإلغاء المحافل البهائية، ومصادرة ممتلكاتها في جميع أنحاء العراق استناداً إلى قانون السلامة الوطنية رقم (4) لسنة 1965.
وفي 1970 صدر القانون رقم (105) المعروف بقانون تحريم النشاط البهائي، وفيه حظر الترويج والانتساب للديانة البهائية، وحظر نشرها والدعوة إليها، ومنع بيع وتوزيع وحيازة الكتب والنشرات البهائية، وغلق جميع المحافل والمراكز البهائية في العراق، وإيقاف نشاطها وتصفية أموالها وموجوداتها، والاحتفاظ بجميع المستندات والأوراق والسجلات والكتب والموجودات والأموال الخاصة بالمحافل البهائية، ومعاقبة المخالف لهذه القوانين بالحبس لمدة لا تقل عن عشر سنوات[32].
ولذلك سجن عدد كبير منهم، وصدر قرار السجن المؤبد والإعدام بحق من ينتمي إليهم كجماعة ودين في أواخر سبعينيات القرن الماضي[33].
كما صدر قرار من مديرية الأحوال المدنية المرقم (358) بتاريخ 24/7/1975 القاضي بتجميد قيود البهائيين في سجلات الأحوال المدنية، وقد ترتبت آثار مادية ومعنوية هددت هوية البهائيين وحريتهم في ممارسة معتقداتهم مثل:
عدم تسجيل عقود الزواج في سجل الأحوال المدنية.
عدم تزويد البهائي بهوية الأحوال المدنية، أو صورة قيد من السجل.
عدم تسجيل المواليد الجدد في سجل آبائهم، ومن ثم عدم الحصول على هوية الأحوال المدنية، وبذلك يترتب حرمان البهائي من جواز السفر، والحصول على وظيفة حكومية أو الدخول إلى المدارس والجامعات والتصرفات العقارية مثل بيع وشراء المساكن والأملاك الأخرى، وغيرها من الأمور التي تتطلب من المواطن إبراز هوية الأحوال المدنية[34].
ودفعت هذه السياسات البهائيين إلى الانغلاق التام أو مغادرة العراق. وعلى الرغم من الانفتاح الحاصل بعد سقوط النظام السابق سنة 2003، فإن البهائيين في العراق لا يزالون يعانون الخوف من إعلان هويتهم الدينية، فهي ما زالت ديانة محظورة حسب القوانين، ولا يزال يمنع إدراج ديانتهم في سجلات الأحوال المدنية، كما لم تُعَد أي من ممتلكاتهم إليهم. لذلك يفضل البهائيون الابتعاد عن ممارسة شعائرهم في العلن، وخاصة أنه لم يتم إلغاء أو تعديل أي من القوانين الصادرة بحقهم في زمن النظام السابق[35].
قال بهائي بارز كان يعمل طبيباً في العراق في مقابلة أجرتها معه جماعة حقوق الأقليات الدولية 2006: «كنا سعداء بنهاية النظام، وبدأنا نزاول نشاطنا من جديد كما فعل جميع الذين كانوا مظلومين في السابق (…) وكأننا مرة أخرى نعيش في خوف من المتعصبين الذين يقفون ضدنا. لم يكن هؤلاء موجودين قبل ثلاث سنوات، وهم موجودون الآن»[36].
يطمح البهائيون أن يكون دينهم معترفاً به بشكل رسمي، ويثبت في هوياتهم الشخصية. وبالرغم من أن بعض الدوائر الرسمية عرضت تعويضهم عما حصل لهم من جراء الاعتقالات والسجن، ومصادرة حقوقهم المدنية ومصادرة أموالهم، فإنهم رفضوا تسلم التعويضات بسبب اتجاه عقيدتهم لتعزيز الميل لاكتساب قيمة روحانية عليا[37].
البهائية في إقليم كردستان العراق
تعود علاقة الدين البهائي بكردستان إلى السنوات الأولى من نشأته، عندما اختار «بهاء الله» الرحيل إلى كردستان في شهر أبريل (نيسان) 1854 للاعتكاف لفترة من الزمن بين جبالها. ويذكر «بهاء الله» أن كردستان هي الاستثناء في مسيرة حياته، فهو لم ينل راحة كتلك التي وجدها فيها، ويصف أيامه فيها بأنها كانت «أيام السلام والهدوء الوحيدة» التي قدر له أن يتمتع بها، فقد أحب «بهاء الله» كردستان وأرضها وشعبها وهم بادلوه المحبة والترحيب.
ففي السليمانية التقى «بهاء الله» بعدد كبير من أعيان وأهالي كردستان، أمثال الشيخ عبدالرحمن شيخ الطريقة القادرية، والشيخ عثمان شيخ الطريقة النقشبندية وقطبها. وعمت شهرته أرجاء السليمانية وما جاورها. كما أن كردستان حظيت بنزول عدد من أهم آيات وكتب «بهاء الله»، من أهمها قصيدة العز الورقائية. وقد انجذب أهل كردستان إلى «بهاء الله» حتى بعد رحيله، فالعديد من أعيانها استمروا بالتواصل معه بالخطابات والمكاتيب، إذ آمن برسالته بعض من أهلها، ومنهم من تبنوا العديد من تعاليمه في حياتهم[38].
التشريعات القانونية الضامنة للتعايش السلمي بين المكونات في كردستان
كانت المبادرة إيجابية لحكومة إقليم كردستان في العمل على إعادة إحياء نشاط البهائيين في كردستان بشكل علني، لا سيما بعد أن أصبح هناك تمثيل رسمي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان للأديان والأقليات الموجودة فيها (الإيزيدية، والمسيحية، والكاكائية، والزرادشتية، والبهائية، والصابئة المندائية، واليهودية). وكان ذلك ترجمة وتفعيلاً للقانون رقم (11) لسنة 2007 (قانون وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لإقليم كردستان- العراق)، والذي نص على أهداف الوزارة ومنها:
رعاية شؤون الأماكن المقدسة لكافة الأديان وتنظيم إدارتها/ المادة الثانية -ثانياً.
الاهتمام بالدين الإسلامي الحنيف والأديان الأخرى وتراثها، واحترام علمائها ورجال الدين والحفاظ على مكانتهم الاجتماعية، وتحسين أوضاعهم المعيشية لممارسة نشاطاتهم الدينية والقومية والاجتماعية بما يخدم المجتمع الكردستاني/ المادة الثانية -خامساً.
توثيق الروابط بين مختلف الديانات والمذاهب والطوائف في كردستان العراق/ المادة الثانية -سادساً.
الاهتمام بشؤون الأديان والطوائف والمذاهب في الإقليم بما يحقق روح التسامح بين الأديان وتأكيد التواصل فيما بينها/ المادة الثانية -عاشراً.
تشجيع عقد المؤتمرات لتكريس ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين الأديان/ المادة الثانية -خامس عشر[39].
إن تشريع قانون يحمي حقوق الأقليات في الإقليم يعد نقلة نوعية ويسهم في نشر السلام بموجب التشريع الذي يؤكد «ترسيخ الروابط الصحيحة والتآلف والمحبة بين الأديان والمذاهب (…) وتقوية الروابط بين الأديان والمذاهب». وقد سعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتطبيق القانون بعقل مفتوح على مكونات المجتمع في الإقليم، ومن جراء ذلك حصل التمثيل الرسمي لعدد من المكونات، ومنها البهائيون. وقد أشير في هامش القانون إلى الأسباب الموجبة لتشريع هذا القانون بأنه: «لغرض تحقيق أداء الرسالة الإسلامية السمحاء، وترسيخ الروابط الصحيحة والتآلف والمحبة بين الأديان والمذاهب، وتهيئة جيل من العلماء مقتدر واع ومتسلح بالوعي الديني والقومي والوطني، والنابذ للفكر التكفيري الإرهابي والتطرف، وممتلك للثقافة العامة الواسعة، ولتقديم أفضل الخدمات لدور العبادة وإدارة شؤون الوقف وتقوية الروابط بين الأديان والمذاهب»[40].
كما صادق برلمان كردستان العراق على قانون آخر لحماية حقوق المكونات في إقليم كردستان في 21/ 4/ 2015، إذ يضمن القانون منح الحقوق الدينية للأقليات حتى لو كانت لفرد واحد. وذلك حسب ما ورد في الفصل الثاني المادة (3) -أولاً: «تضمن الحكومة للفرد الذي ينتمي إلى مكون حق المساواة وتكافؤ الفرص…». وفي الفصل الثاني المادة (4) -أولاً يذكر الآتي: «يحق لكل فرد إبراز هويته الدينية.. وربط انتمائه بمكون معين»[41].
وفي حوار أجرته الباحثة مع ممثل البهائية في الإقليم حول فقرات هذا القانون، أشار إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم تعد تنفيذها لممثليات المكونات في الإقليم هو تطبيق للقانونين المذكورين أعلاه، وبالتالي ترى الوزارة أن ذلك يعد خطوة واعترافاً بالشخصية المعنوية للأقليات عموماً. وسيكون لهذا الاعتراف انعكاساته الإيجابية على أي تشريعات أخرى في المستقبل. وفي الوقت نفسه يمكن عد قانون المكونات رقم (5) لعام 2015 أساساً أو مستنداً لرعاية الأماكن المقدسة والمزارات لكل الأقليات، والتي تزخر بها مناطق ومدن وقرى الإقليم، علماً بأن الدين البهائي ليس فيه إلا عدد محدود جداً من الممارسات الطقسية الدينية، بل إنه يترجم دينه وإيمانه على شكل خطوات مجتمعية تطوعية[42].
لكن بالرغم من وجود ممثلية للديانة البهائية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان العراق، فإنه لم يتم إضافتهم ضمن قانون حماية المكونات في الإقليم رقم (5) لسنة 2015. وقد عقدت لجنة الجمعيات والمنظمات المدنية في برلمان الإقليم اجتماعات مع منظمات مدنية وممثلي الأقليات في الإقليم لتعديل هذا القانون، وقدموا مقترحات بهذا الشأن إلى البرلمان، إلا أنه لم يشرّع أي تعديل جديد بهذا الخصوص لحين تاريخ كتابة هذه الدراسة.
كانت سنة 2017 مميزة للبهائيين، لأنهم انتقلوا فيها نقلة نوعية، وتحديداً في العالم الإسلامي. ففي كردستان أقيمت مراسيم إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد رسول الديانة البهائية «بهاء الله» في احتفالية رسمية جرت في قاعة سعد عبدالله في أربيل، بحضور ممثلي الأديان في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وممثلي مكونات كردستان، وأكثر من مئة شخصية من المثقفين والمهتمين بحقوق الأقليات.
بدأ الحفل بتلاوة صلاة بهائية باللغة الكردية، تلاها إلقاء كلمات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وممثل عن مكونات كردستان، وكلمة المجلس البهائي في إقليم كردستان التي ركزت على أهمية تعزيز التعايش والاتحاد في ظل الظروف الراهنة.
وأثناء المراسيم عُرض فيلم وثائقي بعنوان «نور للعالمين» عن حياة «بهاء الله» ورسالته التي تؤمن بفكرة: «إن البشرية عائلة إنسانية واحدة»، وإن وحدة الجنس البشري حقيقة تقترب منها البشرية يوماً بعد يوم. وتعرّف الحضور من خلال هذا الفيلم على رحلة «بهاء الله» في كردستان، حيث مكث فيها سنتين في مدينة السليمانية قبل مئة وخمسين سنة من الآن. كما تضمن البرنامج فعاليات متنوعة منهاعرض للأعمال اليدوية والفنية وبعض الصور للشخصيات البهائية، واستعراض لنشاطات البهائية في كردستان، والتقطت صور جماعية لممثلي المكونات الكردستانية[43].
دور البهائيين في السلم المجتمعي في كردستان
أوضح ممثل الديانة البهائية في إقليم كردستان العراق، أن نشاط البهائيين في الإقليم يتمثل في تعزيز السلام المجتمعي من خلال دروس الأطفال، التي تتضمن نشاطات مثل الرسم وزرع القيم والفضائل في نفوسهم، وتقديم دروس تنمي مواهبهم وقدراتهم. كما أنهم يقيمون حلقات للشباب الناشئ والمراهقين تتضمن دروساً لمساعدتهم على تشكيل هوية خلقية قوية في بواكير سنواتهم، وتعزيز قدراتهم للمساهمة في نشر فعل الخير في مجتمعهم. وبخصوص الراشدين، يقيم البهائيون دورات لتطوير قدراتهم الكامنة ليتعلموا مهارات تساعدهم على تحمل المسؤولية الاجتماعية في محيطهم مادياً وروحياً، فضلاً عن نشاطات تطوعية في مجالات محاربة الفقر والجهل، ونشر التعليم، ومبادئ القيادة الأخلاقية، والعمل على ارتقاء مستوى المرأة في المجتمع. كما تعقد جلسات للدعاء بهدف ترسيخ روح الاتحاد بين الجميع من خلال التضرع والدعاء والابتهال إلى الخالق[44].
مستقبل البهائية في كردستان
يرى ممثل الديانة البهائية أن التربة الاجتماعية خصبة في كردستان لتقبل فكرة السلام والتعايش مع الأقليات والأديان الأخرى، والأمثلة الحياتية في المجتمع الكردستاني كثيرة بهذا الخصوص، إذ يذكر أنه في عيد الأضحى للمسلمين حينما تذبح الذبائح فإن معظم البهائيين يتوقعون أن المسلمين يعطون الأولوية للمسلمين في توزيعهم لحصص اللحم، أما غير المسلمين فقد يوزع عليهم شيء آخر مثل الخبز أو غيره، ولكن الوقائع تشير إلى عكس ذلك؛ إذ يرسل المسلمون اللحم إلى البهائيين دون تفرقة. كما يتبادل المسلمون والبهائيون الزيارات في الأعياد والمناسبات، في إشارة أو دليل على السلام والقبول المجتمعي والتعايش السلمي مع الآخر المختلف دينياً[45].
ومن جهة أخرى، فإن البهائيين أنفسهم مؤمنون بأن محور ديانتهم هو السلام الشامل والعادل، ووحدة العالم الإنساني قادمة يقيناً، وأن سكان الأرض هم عائلة إنسانية واحدة، فذلك وعد إلهي وهو حاصل -حسب عقيدتهم- لأن الإنسانية في حالة تقدم مستمر من الناحية العلمية والأخلاقية والروحانية، ولكن كل ذلك يحتاج جهود الجميع لتحقيقه. أما الاحتراب والصراعات فلا مستقبل لها في نهاية المطاف حسب عقيدتهم[46].
إن هذا الانفتاح في العلاقة بين البهائيين وبقية الثقافات الدينية المحيطة بها في كردستان العراق، فضلاً عن التشريعات القانونية والضمانات الدستورية بحمايتهم إلى جانب بقية الأقليات، يوفر دلائل أولية على إمكانية تطوير الوضع الاجتماعي والثقافي للبهائية داخل النسيج الكردستاني خلال المراحل المقبلة. لكنه يظل تطوراً جزئياً أو ناقصاً ما لم يتم دعمه وتعزيزه بإجراءات حكومية ملموسة ومدروسة لإصلاح نظام التعليم الديني في المدارس، وإتاحة الفضاء الثقافي والإعلامي لهم، ليعبّروا عن معتقداتهم ومبادراتهم بحرية وأمان وثقة.
الخاتمة
ينتشر الدين البهائي اليوم في أرجاء العالم، فهناك ما يزيد على الخمسة ملايين بهائي في العالم، يقيمون في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً. والبهائيون جماعة دينية حديثة ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر، يوجدون في مناطق متفرقة من العراق. وقد استقر كثير منهم في السنوات الأخيرة في كردستان العراق. وإن ارتباط البهائيين بكردستان يعود إلى زمن وجود «بهاء الله» فيها، وفي السليمانية تحديداً سنة 1854. أما في الوقت الحاضر فالبهائيون موجودون في ثلاث محافظات في الإقليم: السليمانية، وأربيل، ودهوك.
وبالرغم من صلتها بالإسلام، فإن البهائية اكتسبت فيما بعد بُعداً غامضاً في الثقافة الشعبية، إلى جانب العداء الذي واجهته من المؤسسات الدينية الرسمية الأخرى. ولأن الملابسات العقائدية والتاريخية التي أحاطت بهذه الديانة ما تزال تخضع لتأويلات متباينة غير متفق عليها لدى الباحثين والعامة في آن معاً، فإن الدراسة الحالية، مستعينة بالمنهج الوصفي التأريخي، سعت إلى الإحاطة بالأبعاد العقائدية والروحية والاجتماعية لهذه الديانة، سواءً في نشوئها أو ديمومتها، وطبيعة صلتها بالبيئة العراقية عموماً والكردستانية خصوصاً على المستويين المجتمعي والدولتي، ونوع التحديات والمعوقات التي واجهتها منذ نشوئها حتى اليوم، سعياً لتقويم وضعها الحالي وما قد يتصل به من معطيات مستقبلية.
تم تجزئة هذا الهدف إلى أربعة مباحث. ففي المبحث الأول (الجذور النشوئية للبهائية وبنيتها العقائدية)، تم تناول نشأة «البابية» أولاً مروراً بمراحل ظهور البهائية وتبلور مبادئها الثلاثة الكبرى: وحدة الألوهية، ووحدة الجنس البشري، ووحدة أصل الأديان، وما رافقها من مفاهيم ومعتقدات وأحكام.
وفي المبحث الثاني (الأبعاد الاجتماعية للديانة البهائية ودورها في السلم المجتمعي)، تم تسليط الضوء على نشاطات المجتمع البهائي في تنمية الموارد البشرية، ومعاهد التدريب، وصفوف للأطفال، ودروس للشباب الناشئ، وجلسات الدعاء، والمساعدة في بيوت الأيتام والمتقاعدين، ودعم دور المرأة في المجتمع.
وفي المبحث الثالث (التحديات والمعوقات السياسية والاجتماعية والقانونية التي واجهها البهائيون في العراق)، اتضح أن البهائيين كانوا معترفاً بهم منذ تأسيس الدولة العراقية في وثائق رسمية عديدة. ولكن مع استيلاء البعثيين على السلطة سنة 1963، تم إلغاء العقود المسجلة لمحافل البهائية، ومصادرة ممتلكاتها في جميع أنحاء العراق. وفي 1970 صدر قانون تحريم النشاط البهائي، ومنع بيع وتوزيع وحيازة الكتب والنشرات البهائية، وغلق جميع المحافل والمراكز البهائية في العراق، وإيقاف نشاطها وتصفية أموالها وموجوداتها. ولذلك سجن عدد كبير منهم، وصدر قرار السجن المؤبد والإعدام بحق من ينتمي إليهم كجماعة ودين.
أما في المبحث الرابع (البهائية في إقليم كردستان العراق)، فجرى التطرق إلى إعادة إحياء نشاط البهائيين في كردستان بشكل علني، لا سيما بعد أن أصبح هناك تمثيل رسمي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان لكافة الأديان والأقليات الموجودة فيها بعد صدور القانون رقم (11) لسنة 2007. كما أقيمت مراسيم إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد رسول الديانة البهائية «بهاء الله» في احتفالية رسمية جرت في أربيل، في إشارة أو دليل على السلام والقبول المجتمعي والتعايش السلمي مع الآخر المختلف دينياً.
خلصت الدراسة في الختام إلى أن هذا الانفتاح في العلاقة بين البهائيين وبقية الثقافات الدينية المحيطة بها في كردستان العراق، فضلاً عن التشريعات القانونية الضامنة لحقوقهم، يوفر دلائل أولية على إمكانية تطوير الوضع الاجتماعي والثقافي للبهائية داخل النسيج الكردستاني خلال المراحل المقبلة. لكنه يظل تطوراً جزئياً أو ناقصاً ما لم يتم دعمه وتعزيزه بإجراءات حكومية ملموسة ومدروسة لإصلاح نظام التعليم الديني في المدارس، وإتاحة الفضاء الثقافي والإعلامي لهم ليعبّروا عن معتقداتهم ومبادراتهم بحرية وأمان وثقة.
[1] باحثة كردية عراقية.
[2] رشيد، علي أحمد، البهائيون: أقلية دينية تعيش في الظل، في: سعد سلوم، الأقليات في العراق/ الذاكرة، الهوية، التحديات، بغداد، مؤسسة مسارات، 2013 ص121.
[3] الحمداني، طارق نافع، تأثير الحركة البابية والبهائية في المجتمع العراقي، مجلة مركز الوثائق والدراسات الإنسانية، جامعة قطر، 1991، العدد الثالث، ص84.
[4] الخوئي، جواد، لمحة تاريخية عن الأقليات الدينية في العراق: تاريخها وعقائدها، مؤسسة الخوئي، على الرابط التالي:
[5] الحمداني، طارق نافع، تأثير الحركة البابية والبهائية في المجتمع العراقي، ص84، مصدر سابق.
[6] الخوئي، جواد، «لمحة تاريخية عن الأقليات الدينية في العراق: تاريخها وعقائدها»، مصدر سابق.
[7] الحمداني، طارق نافع، تأثير الحركة البابية والبهائية في المجتمع العراقي، مصدر سابق، ص90.
[8] المصدر نفسه، ص91.
[9] الغالي، خالد، عشر حقائق عن البهائية 2017، على الرابط التالي:
[10] مارتن، دوغلاس؛ وهاتشر، وليام، الدين البهائي بحث ودراسة، ترجمة: عبدالحسين فكري، البرازيل: منشورات دار النشر البهائية، الطبعة الأولى، 2002، ص123.
[11] المصدر نفسه، ص124.
[12] المصدر نفسه، ص125.
[13] المصدر نفسه، ص126.
[14] المصدر نفسه، ص127.
[15] المصدر نفسه، ص134.
[16] المصدر نفسه، ص136.
[17] المصدر نفسه، ص228.
[18] المصدر نفسه، ص232-236.
[19] المصدر نفسه، ص231-232.
[20] سلوم، سعد، الأطر الدولية والوطنية لحقوق الأقليات في العراق: مختلفون ومتساوون، مشروع تعزيز حقوق الأقليات في العراق، 2013، ص41.
[21] مؤمن، وندي؛ ومؤمن، موجان، فهم الدين البهائي، بيروت، دار الفرات للنشر، الطبعة الأولى، 2009، ص193.
[22] المصدر نفسه، ص197.
[23] المصدر نفسه، ص198-200.
[24] مارتن، دوغلاس؛ وهاتشر، وليام، الدين البهائي بحث ودراسة، ص204-205، مصدر سابق.
[25] المصدر نفسه، ص202.
[26] الدين البهائي، الجامعة البهائية العالمية، المملكة المتحدة، 1994، ص8.
[27] مؤمن، وندي؛ ومؤمن، موجان، فهم الدين البهائي، مصدر سابق، ص219.
[28] المصدر نفسه، ص231.
[29] رشيد، علي أحمد، البهائيون: أقلية دينية تعيش في الظل، مصدر سابق، ص127.
[30] سلوم، سعد، البهائيون والدولة العراقية: كتابة تاريخ غير رسمي، جريدة المدى، 2015، العدد (3324).
[31] المعموري، علي، البهائية أقلية غير معترف بها في العراق، 2013، على الرابط التالي:
http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2013/08/iraq-bahais-persecution-religious-minority.html
[32] القانون رقم (105) لسنة 1970، عنوانه «قانون تحريم النشاط البهائي»، القوانين والتشريعات العراقية.
[33] المعموري، علي، البهائية أقلية غير معترف بها في العراق، مصدر سابق.
[34] تقرير حرية المعتقد للأقليات الدينية في العراق، مؤسسة مسارات للتنمية والثقافة الإعلامية، بيروت، 2016، ص66-67.
[35] رشيد، علي أحمد، البهائيون: أقلية دينية تعيش في الظل، ص133، مصدر سابق.
[36] تانيجا، بريتي، تقرير صهر ونزوح واستئصال جماعات الأقليات منذ عام 2003، ترجمة: عبدالإله النعيمي، بيروت، دراسات عراقية، 2009، ص49.
[37] رشيد، علي أحمد، البهائيون: أقلية دينية تعيش في الظل، مصدر سابق، ص133.
[38] موقع «بهائيو كردستان»، على الرابط التالي:
http://www.bahaikrd.org/ar/content.php?content=about
[39] قانون وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لإقليم كردستان –العراق رقم (11) لسنة 2007، وقائع كردستان، العدد (69)، بتاريخ 7/ 8/ 2007.
[40] المصدر نفسه.
[41] قانون حماية حقوق المكونات في إقليم كردستان العراق، رقم (5) لسنة 2015.
[42] مقابلة مع السيد «سرمد مقبل» ممثل الديانة البهائية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان. بتاريخ 6/ 3/ 2018.
[43] متابعة الباحثة لوسائل الإعلام.
[44] المصدر نفسه.
[45] المصدر نفسه.
[46] المصدر نفسه.