ينشر مركز المسبار للقراء الكرام مقالًا بعنوان “دولة المواطَنة وأعداؤها: مأزق الإسلام السياسي وسُبل تخطيه” للأكاديمي والباحث التونسي محمد الحدّاد، أستاذ كرسي اليونسكو للأديان المقارنة (تونس)، نُشرت في كتاب المسبار الشهري “تحدّيات قيم المواطنة: الإسلاموية والحرب”، العدد 181، يناير (كانون الثاني) 2022.
يدرس الحداد فيه تجربة إندونيسيا، التي استطاعت أن تجد طريقة لضبط المسألة الدينية عبر النظام المعروف بـــ«بانتشاسيلا» (Pancasila)، ثم عبر إرساء إسلام محلي خلصها -إلى حد كبير- من مغبة الوقوع تحت الإسلاموية، والتشيع التثويري، والهندوسية القومية، بالرغم من أنها جاورت كل هذه الاتجاهات وتعرضت لجاذبيتها. حيث تمثل إندونيسيا حالة قصوى، لكنها مع ذلك حالة أنموذجية ومتكررة لا تختلف نوعيًا عن كل البلدان الإسلامية الأخرى وعلى رأسها البلدان العربية، وربما أيضًا في كل البلدان التي كان يطلق عليها في الستينيات بلدان العالم الثالث. وما يصح بشأنها يصح على الآخرين.
ويرى الحداد أن عملية تحديد المفاهيم وتمييزها عن بعضها البعض ليست ترفًا فكريًا، بل هي شرط العقلنة التي تمثل مصدر الشرعية للدولة الحديثة. وفي غياب ذلك تظل دولة عالقة بين أن تكون دولة مواطنة أو تكون قائمة على شعارات «ما فوق وطنية»: القومية الوحدوية أو الخلافة الإسلامية أو ولاية الفقيه، تحجب ولاءات «ما تحت وطنية»: القبيلة والجهة والعرق والجماعة والطائفة. ويرى أن نظرية الدولة العالقة التي صكّها الحداد تقدم جوابًا عن سؤال: لماذا قوي الإسلام السياسي؟