ما يميّز الحدث التونسي أنه كان ثورة لم يطلقها السياسيون ولا حتى المثقفون، بل كان حدثا شبابيا ضعيف الاهتمام بالأيديولوجيا، والكثير منه لا يعرف أصلا من هو كارل ماركس أو سيد قطب، فقد تشكلت ثقافته السياسية في ظل الشبكات الاجتماعية والفايسبوك تحديدا. ويشكل ربيع الحرية التونسي الحالي بعد سقوط ابن علي الذي أثمر العفو العام الذي أعلنته الحكومة المؤقتة عن كل المعارضين والمنفيين السياسيين بمن فيهم الإسلاميون معطى ثقافيًا غير مسبوق سيؤثر حتما في مستقبل تونس ويمكن أن يؤثر في الجوار العربي والإسلامي. ويفرض هذا الوضع تقديم مجموعة من الآراء التي تروي ماضي وحاضر الإسلام السياسي في تونس وتوقعات المختصين لمستقبل هذه الجماعات قبل سقوط نظام ابن علي،إضافة إلى قراءة استشرافية بعد ثورة الياسمين وربطها بالتطورات القادمة للأحداث في هذا البلد.