جوزيف براودي*
تركز اهتمام المختصين الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط الأسبوع الماضي على آلاف الوثائق السرية التي نشرت على الإنترنت في موقع ويكيليكس المثير للجدل. الوثائق تحتوي برقيات بين الدبلوماسيين الأمريكيين والقادة العرب والإسرائيليين. وكشفت هذه البرقيات عن وجهات النظر حول أهم القضايا العربية والإسلامية بدرجة نادرة من الصراحة.
وتُطرح تساؤلات عدة حول مدى التأثير المحتمل لنشر هذه الوثائق السرية، سواء على المناقشة العامة أوبشأن السياسة في الشرق الأوسط بصفة خاصة.
ضمن التصريحات السرية الواردة في الوثائق، يحث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الولايات المتحدة على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، واصفا النظام الإيراني “برأس الأفعى” الذي يجب قطعه قبل فوات الأوان.
وكشفت الوثائق آراء مماثلة من جانب الرئيس المصري حسني مبارك، بينما يبدو أن المسؤولين القَطَريين فضلوا لعبة مزدوجة مع إيران، فقطر تدعو الدول العربية لتحقيق التقارب مع إيران وحركة حماس الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تعرب لنظرائها من الأمريكيين عن وجهة نظر مؤيدة للولايات المتحدة .
وفي الوقت نفسه، تظهر الوثائق السرية انتقاداً للمسؤولين اﻹسرائيليين، وعلى ما يبدو فإن ذلك بسبب تحذيراتهم المتخبطة حول إيران على مدى السنوات العديدة الماضية، حيث قدموا تقديرات مختلفة حول الوقت الذي ستستغرقه إيران لتطوير أسلحتها النووية، مما أثار تساؤلات حول مصداقية التحذيرات الإسرائيلية بشكل عام.
من الجدير بالذكر أن خبراء السياسة الأمريكية قد أعربوا عن قلقهم ليس فقط إزاء تأثير نشر هذه الوثائق على الدبلوماسية الأميركية ، ولكن أيضا على استقرار الحكومات العربية، التي تعرب عن وجهات نظر بشأن إيران على خلاف مع الرأي العام في العديد من الدول العربية المعنية بالأمر،
ويمكن لهذه المواقف غير المعلنة أن تثير استياءً شعبيا تجاه القيادة السياسية في تلك البلاد. وفي الوقت نفسه، فإن الدبلوماسية الأمريكية قلقة إزاء الكشف عن إستراتيجية الإدارة الأمريكية بشأن القضية النووية الإيرانية، واحتمال أن تستغل هذه الفضائح من قبل إيران.
من جانبه ، رفض الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد علنا صحة وثائق ويكيليكس ، مدعيا أنها قدمت للعالم علي يد حكومة الولايات المتحدة كجزء من استراتيجية الحرب النفسية ضد ايران.
ومن المتوقع أن يستمر الجدل حول هذه الوثائق خلال الأسابيع المقبلة.
*كاتب أمريكي ومؤلف كتاب العراق الجديد.