جوزيف براودي*
انفجرت قنبلة خارج ملهى ليلي في العاصمة اليونانية أثينا الأسبوع الماضي مما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة دون وقوع إصابات. وجاء الهجوم عقب سلسلة من الهجمات في اليونان وإيطاليا. وقد ألقت الحكومات الأوربية باللوم على الجماعات الفوضوية. إحدى هذه الجماعات تدعي أنها تابعة للألوية الحمراء ،
وهي منظمة إرهابية سيئة السمعة ارتكبت عشرات الهجمات الدامية في أوروبا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بما في ذلك اغتيال رئيس الوزراءالإيطالي ألدو مورور 1978.
انبعاث نشاط هذه الجماعات يذكِّر خبراء الأمن على جانبي المحيط الأطلسي بأن المتشددين الجهاديين ليسوا المصدر الوحيد للعنف السياسي في العالم اليوم، وأنه من الضروري بناء إستراتيجيات جديدة لمواجهة الاتجاهات الفوضوية الناشئة. الجماعات الفوضوية في القرن الماضي اكتسبت أتباعاً خلال الفترات التي تتسم بعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ومؤخراً تسبب إفلاس اليونان والمشاكل التي تعصف بإيطاليا والبطالة والأزمات المالية وتقلبات الأسعار بغضب شعبي متعاظم ولد التعاطف مع الفكرة القائلة بأن الحكومات عبأ على البشرية. يطمح الفوضويون إلى تدمير المؤسسات السياسية والاقتصادية واستبدالها بالمنظمات المجتمعية الصغيرة التي توفر الاحتياجات الأساسية للمجتمع. ولكن لحسن الحظ ، فإنه على النقيض من المنظمات الإسلامية المتطرفة، فإن الفوضويين لا يطمحون إلى إلحاق الأذى بعدد كبير من الضحايا. ومع ذلك فإن أنشطتهم قد تنجح في تفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال إرهاب السياح على سبيل المثال. الولايات المتحدة أيضاً لديها تاريخ من الإرهاب الفوضوي، وهو يعود إلى أوائل القرن العشرين، ويتفق الخبراء على أن هذا النوع من الإرهاب هو عرض من أعراض الظروف العالمية المضطربة، وليس تهديداً سياسيا خطيرا على المدى البعيد. *كاتب وصحفي أمريكي ومؤلف كتابي(العراق الجديد) و(الميتة المحترمة).